لقد ضعف موقف "إسرائيل" على المستوى الدولي لحد كبير بسبب قرار مجلس الأمن مؤخرًا، والانقسام الشعبي المتزايد بينها وبين الولايات المتحدة. ورغم أن القرار الأممي غير ملزم وغير مصحوب بعقوبات حال عدم الامتثال له، لكن إحجام الولايات المتحدة عن استخدام "الفيتو" يعد إشارة واضحة على مدى تزايد التوترات بينها وبين "إسرائيل" بشأن سلوكها في حرب غزة وترتيبات ما بعد الحرب.
ويظل الدعم الدبلوماسي والعسكري الأمريكي، بما في ذلك توفير الأسلحة الضرورية للهجوم "الإسرائيلي" على غزة والمواجهة مع "حزب الله" في لبنان، حاسمًا بالنسبة لـ"إسرائيل". ومع ذلك، فإن رد "نتنياهو" يعتمد في المقام الأول على اعتبارات سياسية داخلية؛ حيث إن قاعدته السياسية المتبقية في اليمين تسعى لمواصلة الحرب بأي ثمن، وتشكك في نوايا الولايات المتحدة، وبالتالي ترحب بالمواجهة مع الإدارة الأمريكية الحالية.
ورغم أن "إسرائيل" لا تستطيع أن تتحمل مزيدًا من التوتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة؛ إلا أن "نتنياهو" سيستمر في إعطاء الأولوية للسياسة الداخلية على المصالح الوطنية وسمعة "إسرائيل" الدولية، واختبار حدود العلاقات "الإسرائيلية" الأمريكية. لكنه، في موازاة ذلك، سيقدم تسويات بسيطة لأسباب إنسانية ويستأنف محادثات وقف إطلاق النار لتجنب انقسام أكثر أكثر تأثيراً وخطورة. وما زال التوقع الأقوى هو أن تجحم "إسرائيل" عن الهجوم الكبير في رفح على المدى القصير، وأن تقتصر على عمليات أكثر استهدافًا في تلك المنطقة.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت