من غير المرجح أن تغيّر "إسرائيل" من استراتيجيتها في غزة قريباً رغم جدية الانتقادات الأمريكية لها

من غير المرجح أن تغيّر
الساعة : 14:00
8 أبريل 2024

إن تزايد الانتقادات الأمريكية للسياسات الخارجية "الإسرائيلية" وانفصالها التدريجي عن الشرق الأوسط، سيغذي النقاش الأوسع في "إسرائيل" حول الاكتفاء الذاتي الدفاعي، ويشجع الحكومات "الإسرائيلية" المستقبلية على اتباع سياسات تهدف لتقليل اعتماد بلادها على واشنطن.

ومن المرجح أن تتزايد تلك الانتقادات الأمريكية للحكومة "الإسرائيلية" الحالية، لا سيما قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر القادم،؛ حيث يحاول الحزب الديمقراطي إيجاد سبل لتهدئة قاعدته التي ترفض بشدة سياسات "إسرائيل" العسكرية في غزة، الأمر الذي قد يجبر واشنطن على استخدام الموارد المالية والسياسية والضغط الدبلوماسي على "إسرائيل"، لمحاولة إجبارها على تغيير سلوكها. ومع تراجع عدد الناخبين في عدد قليل من الولايات الرئيسية، تأخذ إدارة "بايدن" وحزبها التهديد الانتخابي المحتمل بمقاطعة الأصوات على محمل الجد، من خلال التركيز على توجيه انتقادات أكبر للحكومة "الإسرائيلية". وقد تجلى ذلك في رفض الولايات المتحدة علنًا للعمليات العسكرية "الإسرائيلية" الكبرى المحتملة، مثل الهجوم "الإسرائيلي" المخطط له على مدينة رفح. كما تجلى ذلك في حديث الديمقراطيين في الكونجرس عن الحد من مبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل" إذا لم تتغير سياساتها المتعلقة بالحرب.

ومع ذلك، لا يُرجح أن تغير "إسرائيل" استراتيجيتها في غزة بشكل كبير في المدى القريب؛ حيث ستظل تركز على هزيمة "حماس" أو تفكيكها، حتى في ظل استمرار الانتقادات الأمريكية. وعلى المدى الطويل، سوف تضعف العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية" بينما تحاول الولايات المتحدة الانسحاب من الشرق الأوسط، لإعادة تركيز اهتمامها ومواردها على مسارح أخرى، مثل منطقة المحيطين الهندي والهادي.

إن الهدف الشامل الحالي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو إنشاء شبكة من الحلفاء، الذين يمكنهم المساعدة في ملء الفراغ الأمني الذي خلّفه التخفيض المستمر لعديد القوات الأمريكية في المنطقة. لكن هذا التوجه السياسي الأمريكي سيقيد سياسة "إسرائيل" الخارجية المستقبلية، لأنه حتى مع التركيز بشكل أكبر على الاكتفاء الذاتي الدفاعي، ستظل "إسرائيل" تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة للحصول على معداتها الأكثر تقدمًا، وستبقى قدرتها محدودة فيما يمكنها تطويره محليًا أو البحث عن خطوط إمداد بديلة.

ستراتفور