ستحافظ جماعة الحوثي على وتيرة عالية نسبيًا من الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر، ما سيؤدي إلى مزيد من الازدحام في الموانئ وتأخير الشحن وإبقاء تكاليفه مرتفعة، لكن أزمة المنطقة لن تؤثر بشكل كبير على إنتاج النفط. وإن كان الهجوم "الإسرائيلي" على رفح واحتلالها لغزة سيدفع الحوثيين إلى الحفاظ على إيقاع مرتفع نسبيًا من الهجمات التي تستهدف السفن التي تعبر البحر الأحمر، فإن الولايات المتحدة ومعها المملكة المتحدة ستقومان على الأغلب بإضعاف قدرات الحوثيين من خلال العمليات الجوية والبحرية المتكررة. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الحوثيين تدريجيًا على الحفاظ على وتيرة هجومهم، لكن هذا سيكون بشكل ضعيف في الربع الثاني من العام؛ حيث سيستمر الحوثيون في إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة وضرب السفن أحيانًا.
وبالتالي، فإن استمرار التهديد الحوثي سيُبقي معظم شركات الشحن الغربية، خصوصًا تلك التي لها علاقات مع الولايات المتحدة و"إسرائيل"، تستخدم طرقًا أطول لتجنب هجمات الحوثيين. وسيؤدي ذلك إلى تأخير واضطرابات في الشحن في بداية هذا الربع من العام، لكن مع ضبط سلاسل التوريد ستنخفض هذه الاضطرابات. وفي هذا الإطار، سيكون قطاع التصنيع في أوروبا الأكثر تأثرًا، مع احتمال توقف المصانع هناك من حين لآخر.
ورغم أن التوترات الإقليمية ستظل مرتفعة، فإن السعودية ودول الخليج الأخرى لن تدعم الجهود الأمريكية في اليمن، وسوف تحرص كل من الولايات المتحدة وإيران على الامتناع عن التصعيد الكبير في العراق، ما سيحد من التأثير على إنتاج النفط في الشرق الأوسط.
ستراتفور