توجه "إسرائيل" نحو عمليات مركّزة في رفح سيطيل أمد القتال وقد يدفعها لتبني السياسة التي تنتهجها في الضفة

توجه
الساعة : 16:00
22 أبريل 2024

تتحول الاستراتيجية العسكرية "الإسرائيلية" في قطاع غزة بشكل أكثر علانية إلى عمليات مستهدفة بدلًا من عمليات واسعة النطاق، لكن افتقار "إسرائيل" الواضح لاستراتيجية حكم مستدامة في غزة قد يمكّن "حماس" من الحفاظ على نفوذها على الأرض. ومع استمرار تواجد القوات "الإسرائيلية" في غزة وما حولها، سيكون الجيش "الإسرائيلي" قادرًا على التركيز على نهج غارات أكثر استهدافًا لإضعاف قوات "حماس" المتبقية، مع استمرار المفاوضات لتحقيق اختراق دبلوماسي لإنهاء الحرب.

ففي الأسابيع الأخيرة، أصبح من الواضح في ساحة معركة غزة أن الجيش "الإسرائيلي" يركز بشكل كبير على الغارات المستهدفة بدلًا من الهجمات الكبرى، وذلك لتفكيك "حماس" في جميع أنحاء المنطقة الحضرية، كما فعل في خان يونس ومدينة غزة. ويشير هذا التحول في العمليات التكتيكية إلى أن "إسرائيل" قد تفكر في اتباع نهج عمليات في رفح أكثر تركيزاً وتحديداً بدلًا من القيام بغزو واسع النطاق؛ خاصة مع تعرّض "إسرائيل" لضغوط دولية مكثفة لعدم اقتحام رفح عبر هجوم واسع.

أما على المستوى الداخلي، فما زالت أعداد متزايدة من "الإسرائيليين" تخرج إلى الشوارع خلال الأسابيع الأخيرة، لمطالبة حكومتهم بالتركيز على إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، بدلًا من التركيز على هزيمة "حماس" الآن. كما إن المفاوضات لا تزال جارية للتوصل إلى وقف جزئي أو كامل لإطلاق النار، بما يؤدي لوقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن "الإسرائيليين".

ومع احتمال استمرار القتال بين "إسرائيل" و"حماس" لأشهر مقبلة، فإن الحل السياسي للصراع سيظل بعيد المنال، ما سيعيق إعادة الإعمار ويزيد من الضغوط الدولية على "إسرائيل" لتحويل استراتيجيتها نحو التركيز على حكم غزة وإعادة بنائها. ونظرًا لعدم إحراز تقدم ملموس في تلك المفاوضات، فسوف تستمر "إسرائيل" و"حماس" في خوض معارك محدودة، في حين ستحاول الأولى عبر غاراتها على رفح تدمير ما تبقى من قوات "حماس". وربما تُقدِم "إسرائيل" على شن هجوم كبير على رفح إذا استطاعت تأمين الدعم الأمريكي، لكنها ستظل تفضل الغارات المركزة للضغط على "حماس" وحملها على التوصل لاتفاق دبلوماسي لصالحها.

بالمقابل، وفي ظل هذه البيئة ستكون إعادة الإعمار مستحيلة، خصوصًا وسط تركيز المساعدات الدولية على الضروريات اليومية بدلًا من الاهتمام بالإعمار؛ وهذا من شأنه أن يفاقم من صعوبة الوضع الإنساني بالنسبة للمدنيين، الأمر الذي سيحفز بدوره حلفاء "إسرائيل"، مثل الولايات المتحدة، على تحويل انتباههم من مجرد منع "إسرائيل" من التسبب في مزيد من الضحايا المدنيين نحو وضع سياسات تسمح ببدء إعادة الإعمار. ونتيجةً لذلك وعلى المدى الطويل، ستفكر "إسرائيل" في تبني حل بشأن غزة على غرار ما فعلته في الضفة الغربية؛ حيث تتحمل هي العديد من المسؤوليات المدنية في القطاع.

ستراتفور