بينما كانت الإدارة الأمريكية تتجه لتقليص التزامها بتواجد قواتها في الشرق الأوسط لحد كبير للتركيز على الصين، إلا أن القوات الأمريكية ستلتزم الآن بالبقاء في المنطقة على المدى المنظور، ومن المرجح أن تتمركز مجموعة حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية وسفن دفاع صاروخية باليستية بالقرب من "إسرائيل" على المدى القريب. في الوقت نفسه، لا زال الحوثيون المدعومون من طهران قادرين على عرقلة مسار التجارة عبر البحر الأحمر، وهذا سيتطلب من الولايات المتحدة قيادة تحالف للقضاء على هذا التهديد، ووقف تدفق الأسلحة، إضافةً إلى التدريب، إلى اليمن من إيران.
لكن الأمر الأكثر أهمية، رغم توقف الهجمات المباشرة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا في الوقت الحالي، هو أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى ضمان الحماية الكافية لقواتها المنتشرة في الشرق الأوسط من الصواريخ والطائرات المسيّرة، لمواصلة عمليات مكافحة الإرهاب. وبالتالي، ينبغي أن يكون هجوم إيران الأخير، بحجمه وتعقيده الهائل، بمثابة دعوة للدول العربية للاستيقاظ ومضاعفة الجهود الرامية لتطوير قدرة دفاع صاروخي إقليمية متكاملة، بدعم من الولايات المتحدة. كما يجب الاستفادة من ذلك بشكل كبير في "اتفاقيات أبراهام"، وأن يشمل "إسرائيل" حتى تتمكن هذه الدول من تشكيل جبهة موحدة لهذا التهديد المشترك من قبل إيران.
ميدل إيست إنستيتيوت