تشير التقديرات إلى أن الهجوم الإيراني ضد "إسرائيل" والانتقام المحتمل من قبل الأخيرة سيزيدان من احتمال تعجيل طهران تطوير سلاحها النووي، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطلاق سباق نووي في جميع أنحاء المنطقة.
فمنذ هجوم "حماس" على "إسرائيل" في السابع من أكتوبر، تراجعت أهمية البرنامج النووي الإيراني بالنسبة للولايات المتحدة و"إسرائيل"، وسط سعي الأخيرة لتفكيك "حماس" والضغط الأمريكي للحد من هجمات الحوثيين على طرق الشحن في البحر الأحمر. وفي محاولة على ما يبدو للحد من خطر التصعيد الإقليمي الذي قد يؤدي إلى حرب، أبطأت إيران عملية التخصيب وسط الأزمة بينها وبين واشنطن بعد هجوم الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيًا في الـ28 من كانون الثاني/ يناير في الأردن، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين، ومع ذلك فإن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب مستمر في الارتفاع.
في السياق ذاته، فإن قرار إيران بمهاجمة "إسرائيل" بشكل مباشر للمرة الأولى سيزيد من تركيز تل أبيب على البرنامج النووي الإيراني؛ فمن خلال الهجوم أظهرت طهران استعدادها للمخاطرة بمواجهة عسكرية شاملة مع "إسرائيل" والولايات المتحدة، من خلال تنفيذ ضربة عسكرية علنية ضد الأراضي "الإسرائيلية". ومن هنا، فإن الهجوم "الإسرائيلي" على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، والرد العسكري "الإسرائيلي" على الهجوم الإيراني الأخير، وفشل إيران في تجاوز أنظمة الدفاع الجوي "الإسرائيلية"، كل هذا يمنح طهران حافزًا أكبر لتسريع برنامجها النووي وتطوير سلاح نووي في نهاية المطاف.
من جهة أخرى، فإن تسريع إيران لبرنامجها النووي، خصوصًا تطوير سلاح نووي، سيتردد صداه في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وسيزيد ذلك على الأرجح من خطر نشوب صراع في المستقبل، خاصةً وأن إيران أظهرت أنها ستضرب الأراضي "الإسرائيلية"، كما ردت "إسرائيل" بالشيء نفسه داخل إيران. وإضافةً إلى دفع "إسرائيل" إلى الإعلان بسرعة عن نفسها كقوة نووية، فإن تطوير إيران أسلحة نووية من شأنه أن يدفع كلًّا من السعودية وتركيا إلى التفكير في تطوير قدراتهما النووية كذلك.
ستراتفور